الزوجة الصالحة
أوجب الله عزَّ وجلّ لكُلٍّ مِنَ الزوجين حقوقا على صاحِبِه، فيعتبر حقُّ كُلِّ واحدٍ منهما واجبٌ على الآخَر، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقّاً)، وقد خصَّ الله الرجل بدرجة على المرأة لقوله سبحانه: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)
الزوجة الصالحة هي أفضل متاع في الدنيا، لأنها تعرف مسؤولياتها والتزاماتها تجاه زوجها وأسرتها، وتعرف كيف تقدس الحياة الزوجية، وتقوم بمسؤولياتها والتزاماتها، وتفهم معنى الحياة الزوجية بكل تفاصيلها، كما تضيف الحب والحنان إلى الجو العائلي.
يعتبر الزواج حصنا منيعا بين الرجل والمرأة، فهو يقمع الغرائز ويحفظ الشرف والنسل، وعلى الرجل أن يختار شريك حياته بشكل جيد، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداكَ)، والزوجة الصالحة هي خير متاع الحياة الدنيا.
واجبات الزوجة تجاه زوجها
لقد أعطى الله تعالى للزوجة واجبات تجاه زوجها، حيث يجب عليها الوفاء بها، فإذا قصرت في أداء حقوقه أو أهملت فهي مسؤولة أمام الله عز وجل، وتشمل هذه الواجبات والمسؤوليات المنوطة بها ما يلي:
طاعة الزوج بالمعروف
فالزوجات مأمورات بطاعة أزواجهن شرعا، وهذه الطاعة مقرونة بعدم معصية الله عز وجل، وذلك لأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وطاعة الزوجة للزوج هو ما يديم الحياة الزوجية، ويقوي العلاقات الصادقة، ويعمق أواصر المحبة والوئام داخل الأسرة، ويحمي الأسرة القائمة من الانقسامات والشروخ التي قد تؤدي إلى انهيارها.
وطاعة الزوجة لزوجها تمنح الزوج شعورا بالقوة للقيام بواجباته وتحقيق القوامة، كما أن طاعة الزوجة لزوجها هي طاعة لله تعالى، كما دلت عليه الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إذَا صَلَّتِ المَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا؛ قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شِئْت)، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم أيضاً: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللهِ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤَدِّي المَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ)، كما أن على الزوج أن تُحس معاملة أهل زوجها وبشكل خاص والديه، وأقربائه، وتُبعد عن كل ما يُغضب زوجها في تعاملاتها مع عائلته.
حفظ الزوج في غيابه
قال الله عزّ وجلّ: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ)، واجب الزوجة هو عدم خيانة زوجها بالمال، وعدم النظر إلى الرجال الآخرين، وتحافظ على عرضها وسمعتها، فتتجنب أي لقاءات معصية، أو نظرات مشبوهة أو كلمات مثيرة للعاطفة، وإبقاء صوتها منخفضا وعدم الخضوع عندما تتكلم لئلا يطمع مرضى القلوب فيها، وتحفظ مال زوجها. فلا تتصرف فيه إلا بإذنه ونصيحته، وتربي أولادها تربية صالحة على هذا المفهوم، ولا تقدم الهدايا والصدقات إلا بإرادة زوجها وإذنه، فهي تعيش في كنف زوجها، فليس من العدل أن تستخدم ماله في أشياء لا يحبها، كالشراء، أو البيع، أو تقديم الهدايا، أو الصدقات، فإذا كان المال لها فلها التصرف فيه وفق الشريعة الإسلاميةإجابة الزوج إذا دعاها إلى فراشه
إذا دعا الزوج زوجته إلى فراشه، عليها إجابة طلبه، ولو كانت على ظهر بعير،فمن حق زوجها أن تمكنه من نفسها، وهذا جزء من الطاعة، دوان مراحعة له أو صدود عنه، وأن تتعطّر له، وتتأنق، وتلبس أجمل الملابس، وأن تعرض نفسها على زوجها كل صباح ومساء، وعليها أن تحفظ أسرارها مع زوجها في غرفتها، ولا تخبر الآخرين بما يحدث بينها وبين زوجها، وهذه مشترك بين الزوج والزوجة.
عدم الخروج إلا بإذن الزوج
لا يجوز للزوجة أن تخرج من البيت إلا بإذن زوجها، فإذا خرجت بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أو تتوب، فيحرم عليها الخروج دون إذن زوجها ورضاه.
الحفاظ على كرامة الزوج ومراعاة مشاعره
يجب على الزوجة أن تحفظ زوجها في غيابه، وتسعى لإرضائه في جميع شؤونه، وتترك ما لا تحتاج إليه، ولا تحمله ما لا يطيق، وأن تقنع بما قسم الله له، مقدمة حقوقه على حقوقها وأقاربها، ولا ينبغي لها أن تتعالى على زوجها بجمالها أو نسبها، أو تمُنّ عليه بمالها، ولا ينبغي لها أن تحتقر زوجها بسبب قبحه، وعليها أن تتجنب إيذاءه، ولا ينبغي لها أن تغتابه أو تسخر منه عندما لا يكون في الجوار، وعليها أن تتجنب إيذاءه بالقول أو الفعل، ولا تقول له أي شيء غير سار، ولا ينبغي لها أن تناديه بما يكرهه، ولا تعامله بما لا يحب، ولا تُنكر نعمة زوجها عليها، ولا تتكلم عليه، ولا تتحدث إليه ببذاءة، وعليها أن تشكره على لطفه وإخلاصه، وأن تشكره على نعمه وتحترمه، فشكر الزوج على نعمه من شكر الله على نعمه، ورضا الزوج من رضا الله تعالى.
التَّزين والتجمل للزوج
ويجب على الزوجة أن تحرص على ألا يرى زوجها منها إلا والجمال والزينة وحسن المظهر والهيئة، وطلاقة الوجه، بشوشة و مرحة، رقيقة الكلام، حساسة، لا تستمع إلا إلى كلام زوجها وأفعاله التي تسعده، تضع العطر، وتضع الكحل، وزوجها لا يشم من فمها إلا الرائحة الطيبة، ولا يسمع إلا طيبا من عبارات وكلمات التقدير والاحترام والامتنان والدعاء له، ولا يجد منها إلا ما يحبه ويفرحه.
خدمة الزوج في البيت
على المرأة أن تخدم زوجها في البيت، ولا ينبغي للمرأة أن تتحمل أعباء تفوق قدرتها، فهذه المهام من أساسيات بناء الأسرة والسعادة العائلية، وهذا أمر طبيعي يحتاجه الأزواج للعيش معا، وفي المقابل يجب على الزوج أن يساعد زوجته في العمل، وهذا لا ينتقص من رجولته، بل من الرجولة نفسها، وكما كان يفعل الحبيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته بقوله: ( خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي)، ومن أخلاق الإسلام نصيحة الأم لابنتها إذا تزوجت زوجها، أن تخدمه، وترعى حقوقه، وتربي أولاده.
تعليقات: 0
إرسال تعليق