أبواب بر الوالدين
هناك أبواب عديدة لبر الوالدين، وقد أوكل الله للأبناء واجب بر والديهم. في الواقع إنها وصية للابن نفسه، يعود عليه فائدتها بشكل مضاعف، بداية بالأجر والثواب في الطفولة، وبر أولاده في الشيخوخة، فيحصل على الخير والفضل من بابيْه، إذ يطيع الله تعالى في قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ) فالبر يشمل كل جوانب الخير، وذلك لسببين: وجداني عاطفي، وصداقتهم ومحبتهم والاعتراف بفضلهم، فهم يرون امتداد حياتهم في أبنائهم.
ومن السلوكيات الأخرى إلى جانب ما يفرحهم، وهو تلطيف الكلام، وخفض الأجنحة، وكف الصراخ، وامتثال أوامرهم، وطلب رضاهم، والدعاء لهم والاستغفار لهم في الحياة وبعد الممات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (رضى الربِّ في رضى الوالد، وسخط الربِّ في سخط الوالد) فكيف لا يكون المسلم شغوفاً بباب البر مع والديه؟
جعل الله الوالدان أحد أسباب النعمة التي يعطيها للطفل أثناء تنشئة الطفل عندما يكون ضعيفًا، حتى ينمو ويصبح أقوى. فهل من المعقول أن يراقب الإنسان سلوكه ويضبط سلوكه في حضور الغرباء، ثم ينفلت طيشه مع أقرب الأقربون إليه؟ فيقابل بالاساءة فضائلهم عليه، ويتجاهل الآيات القطعية التي فصلت واجبات الولد تجاه والديه، والتي جمعتها سورة الإسراء في أوامر الخالق الخمس قرينة العبودية له.
وكما أن بر الوالدين لا ينقطع، وحتى بعد وفاتهما لا يغلق عنهما باب الرحمة، وهذا تعظيم الخالق سبحانه لأوثق صلة الرحم وضمان استمراريتها واتصالها، وهذا يدل على شيء واحد، وهو عظم حق الوالدين ومكانتهما، فإن البعض يقصر في بر والديهما حتى إذا توفيا، عض أصبعه ندماً على ما أهمل في حقهما، وتمنى أن تعود إليهما الحياة ليعطيهما حقوقهما وزيادة.
أبوايا لو جادوا علينا بالرضا يكن الطريق إلى الجنان مُمهّدا
أبوايا كنتم على الدوام تناضلا كي تجعلوني بين قومي سيّدا
فأخذت منكم ما يجب وزيادة وكأنكم أنجبتموني واحدا
وكنت أطلب مالكم تعطونني لم تبخلوا لم تجعلوه مُحدّدا
بر الوالدين سببا في سعة الرزق
يسعى جميع الناس في هذه الحياة إلى اكتساب الحسنات وزيادتها، وتجنب الصعوبات والمشاق في الحياة، وهذا كله يضمنه الحديث النبوي الصحيح لرجل يسعى إلى البر بوالديه، والإحسان إلى صحبتهما، وجاءت الأحاديث النبوية موضحة أثر بر الوالدين في سعة الرزق وبركة العمر فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)،فما أعظم بر الوالدين!
تعليقات: 0
إرسال تعليق