من هم أصحاب الأيكة ؟
أصحاب الأيكة هم إحدى القبائل العربية القديمة التي تسكن الجانب الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية ولهم العديد من الآثار في المملكة العربية السعودية. حيث كانوا كانوا يعملون برعي الأغنام والتجارة وبنوا منازلهم في الجبال.وسموا بأصحاب الأيكة لأنهم كانوا يعبدون شجر الأيك وهو شجر ملتف حول بعضه البعض كما كانوا يغشون في المكيال والميزان، فأرسل الله النبي شعيب عليه السلام ليرشدهم فلم يستجيبوا له.
ذكر أصحاب الأيكة في التوراة والقرآن
جاء في التوراة ذكر أصحاب الأيكة مرات عديدة، وهم قوم مدين، ومدين هو ابن إبراهيم عليه السلام، وعاشوا في صحراء النقب في فلسطين، ولجأ إليهم سيدنا موسى أثناء هروبهم من مصر، وعاش معهم أربعين سنة، وتزوج إحدى بناتهم، كما تذكر التوراة أنهم تحالفوا مع العمالقة وغزوا بني إسرائيل.
ويذكر القرآن الكريم أن قوم مدين كانوا قريبين من قوم ثمود، وأن الله بعث إليهم النبي شعيباً (عليه السلام)، وأن سيدنا موسى لجأ إليهم وتزوَّج منهم، و ورد ذكرهم باسم أهل مدين وأصحاب الأيكة في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)، وقوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ"
كيف كانت نهاية أصحاب الأيكة؟
دعا نبي الله شعيب أصحاب الأيكة إلى الإيمان بالله وترك ما كانوا يمارسونه من الخداع والنصب، فلم يسمعوا له ولم يتبعوه، فحذرهم من عذاب الله وهلاكه، كما واجه قوم لوط وقوم صالح، وسمي سيدنا شعيب بخطيب الأنبياء لأن الله وهبه أسلوبا فصيحا في الحوار والكلام، كما كان معروفا بلينه في الكلام، ومع ذلك لم يستجيبوا له، بل قالوا إنه ضعيف لأنه عليه السلام كان ضريرا، فأخذهم الله بالصيحة، وهذه القصة موضحة في كتاب قصص الأنبياء الذي يروي ما جاء في القرآن الكريم مما حدث للأنبياء، حيث ابتلى الله سبحانه قوم سيدنا شعيب من الحر الشديد ولم يكن يرويهم ماء أو ظل أو طعام.
فخرجوا من منازلهم ورأوا سحابة ظنوا أنها تحميهم من الحر. وبينما كانوا مجتمعين تحته، بدأت تنزل عليهم الشرارة، ثم جاءت الصيحة التي كانت نتيجة شركهم بالله وعبادتهم لشجر الأيكة، وغشهم في الميزان، فنجى الله شعيبا ومن آمن معه.
إن من أهم الدروس المستفادة من قصة أصحاب الأيكة أن المال الحرام الخبيث وإن كان كثيرا وأعجب صاحبه لم ينفعه؛ لأنه لن يجلب له إلا الكارثة والعذاب في الدنيا والآخرة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق