الحب للوطن تعرفه الحواس قبل الحدود
الوطن الأم عبارة عن مجموعة من الحواس التي ندركها منذ الطفولة. القمح يصنع القلب، والسماء تمنحك الرؤية ، والطائر يمنحك السمع ، وتمنحك والدتك يديك ، في وطنك تمسك رغباتك بيديك ، مثل الفراشات الطائرة ، لا نمل مطاردتها، فهي تغرينا بألوانها وجمالها وهكذا تكبر فينا الأحلام.الانتماء للوطن لا بالأقوال وإنما بالأفعال
أن تكون وطنيًا لا يتعلق فقط بكتابة القصائد وغناء النشيد الوطني ورفع العلم الوطني، حب الوطن هو السلوك الذي يعكسه الشخص للآخرين من حيث الأخلاق والثقافة والعادات والتقاليد وما إلى ذلك كل يوم، الوطن هو مجرى الدم ومهوى الأفئدة فالوطن يستحق بالتضحية والفداء حيث أن الإنسان مدين بحياته للوطن الي ترتعرع بين جنباته.
وهو يتعلم في المدارس والكليات ، ويكسب ويعول نفسه في المؤسسات ، ويشيخ في عائلته ويتمتع بموهبته ، ألا يستحق أن يحبه بصدق ويفديه بصدق؟ ويبذل في سبيله الغالي والنفيس؟ كما يمكن للمرء أن يضحي بنفسه وبحياته للدفاع عنه.
وبالمثل ، فإن الانتماء للوطن الأم يعني أن الإنسان يعرف تاريخه ، ويحترم حضارته وثقافته ، فيفتخر بوطنه ويعتز به ، فيسعى إلى بنائه والعمل من أجل ازدهاره ونموه ، ويدافع عنه ضد كل معتدٍ مغتصب ، وينتفض لإنقاذه عند الحاجة ، لأن تاريخ الوطن مصبوغ بالتاريخ الشخصي للأفراد ،فيتأثرون بأحداث وطنهمويؤثر فيهم، فما يؤلم وطنهم يؤلمهم، وما يرفعه ويعمل على تقدمه يسعدهم.
نتعلم الحب بإخلاص لبلدنا من خلال الأفعال وليس الأقوال ، من خلال السيرة النبوية العطرة نتعلم حب الوط ، حيث نتعلم من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أحب بلده مكة المكرمة حبا جمًّا فقال عنها في الهجرة: "والله إنّك لأحب أرض الله إلي، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنّ أهلك أخرجونى منك قهرًا ما خرجت"
الوطن القوي نفاخر به العالم
يتجلى حب الوطن من خلال صدق المشاعر التي يصدر عنها الكثير من أعمال الانتماء والولاء ، مثل: الصدق ، والثقة ، والرهبة عليه، والحفاظ على مقدراته، والاعتزاز بالإنجازات. كل منا يريد أن يكون وطننا قويا، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال المعرفة والحضارة والأفكار والثقافة ، والاستعداد للعطاء والالتزام بالقوانين والأنظمة.
وخلاصة القول إنه من مسؤولية كل مواطن أن يلتزم بحماية وطنه وبذل ما هو غالٍ وثمين من أجل النهوض بالوطن وتقدمه فقد قال أحد الشعراء:
وطني اُحِبُكَ لا بديل أتريدُ من قولي دليل
سيظلُ حُبك في دمي لا لن أحيد ولن أميل
تعليقات: 0
إرسال تعليق