كيفية صلاة التهجد
صلاة التهجد هي نفسها صلاة الليل، ولكن الفرق عن صلاة القيام هو أن صلاة التهجد تحدث بعد أن ينام المصلي قليلاً ثم يمثل التهجد في منتصف الليل، يجب على المسلمين القيام بصلاة ركعتين بنية الصلاة، ثم الصلاة حسب رغباتهم، ويصليهم ركعتين ركعتين، ومن المستحب أن يختم الصلاة بركعة فقط وتريه.
ونستدل على هذا بحديث رسول الله ﷺ بالصحيحين، يقول "صَلَاَةُ اللَّيْلِ مُثَنَّى مُثَنَّى، فَإِذَا خَشِيُّ أحَدِكُمِ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةَ وَاحِدَةَ تَوَتُّرٍ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى"، وقد ثبت أن رسول الله ﷺ أن كان يصلي عدد ركعات لا تزيد عن أحد عشر أو ثلاثة عشر، وهذا سواء في شهر رمضان أو غيره.
أفضل أوقات صلاة التهجد
ويبدأ وقت صلاة التهجد أو صلاة الليل من صلاة العشاء حتى الفجر، ليس من الضروري القيام بها أو تأديتها مباشرة بعد العشاء، ومع ذلك من الأفضل أداء صلاة التهجد بعد النوم، كما هو الحال في الثلث الأخير من الليل، وفقاً لسنة الرسول ﷺ .
عدد ركعات صلاة التهجّد وأقوال العلماء فيها
صلى النبي ﷺ إحدى عشرة ركعة مثل ما في الصحيحين عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- وهذا لا يعني حصر صلاة التهجد في 11 ركعة فقط، لأن هذا مجرد عمل رسول الله، ومن قام بالإقتصار عليه فهو أفضل، ومن زاد استعماله فلا حرج عليه.
في عهد عمر وعثمان وعلي الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يصلون 20 ركعة والترمذي قال :- "وَأَكْثَرَ أهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا رَوِيُّ عَنْ عُمَرِ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ رَكْعَةَ"، قال الثوري وابن المبارك والشافعي :- "هَكَذَا أَدْرَكَتِ النَّاسُ بِمَكَّةِ يَصِلُونَ عِشْرِينَ رَكْعَةَ".
اتفق الفقهاء على ركعتين خفيفتين على الأقل لما روى أبو هريرة رضي الله عنه :- قال أن النبي ﷺ "إِذَا قَامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلَيَفْتَتِحُ صِلَاتُهُ بِرَكَعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ".
وقد اختلفوا بالعدد الأكثر حيث قال الحنفية :- "مُنْتَهَى رَكْعَاتِهِ ثَمَّانِي رَكْعَاتٌ"، أما ابن الهمام فقال :- "الظَّاهِرَ أَنَّ أَقَلَّ تَهَجُّدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ رَكَعَتَيْنِ، وَأَنَّ مُنْتَهَاَهُ كَانَ ثَمَّانِي رَكْعَاتُ".
أما المالكية فقال :- "أَكْثَرَهُ عُشُرَ رَكْعَاتٍ أَوِ اثنتا عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةِ يُوتَرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ اثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ يُوتَرُ بِوَاحِدَةٍ".
دعاء صلاة التهجد
دعاء الاستفتاح في صلاة التهجد
"اللَّهُمَّ بَاعَدَ بَيْنِيٌّ وَبَيْنَ خَطَايَاِيِّ كَمَا بَاعَدَتْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ اِغْسِلِنَّي مِنْ خَطَايَاِيِّ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرْدِ، اللَّهُمَّ نَقْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنْقَى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ".
"اللَّهُمُّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إلَهٌ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّيٌّ وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلِمَتْ نَفْسِيٌّ وَاِعْتَرَفَتْ بِذَنْبِيٍّ فَاِغْفِرْ لِي ذُنُوبِيٌّ جَمِيعَهَا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبُ إِلَّا أَنْتَ، وَاِهْدِنَّي لِأَحْسَنِ الْأخْلَاقِ لَا يُهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاِصْرِفْ عَنِيَّ سَيِّىءُ الْأخْلَاقَ لَا يَصْرِفُ عَنِيُّ سَيِّئِهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكٌ وَسَعْدِيُّكَ وَالْخَيْرُ كُلَّهُ بِيَدِيِّكَ، وَالشَّرَّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتُ وَتَعَالَيْتُ أَسَتَغْفِرُكَ وَأُتُوبٌ إِلَيْكَ".
"اللَّهُمُّ رُبَّ جَبْرَائِيلُ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلُ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ عَالَمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحَكُّمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اِهْدِنِي لَمَّا اِخْتَلَفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تُهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطِ مُسْتَقِيمِ".
"اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدَ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ وَمَنْ فِيهُنَّ".
صلاة الوتر خاتمة التهجد
كما قال النبي للرجل من الأفضل القيام بصلاة الوتر في نهاية صلاة التهجد وصلاة الليل، ومن سأله كيف يصلي بالليل قال :- "مُثَنَّى مُثَنَّى، فَإِذَا خَشِيَتِ الصُّبْحَ فَأُوتَرُ بِوَاحِدَةٍ، تَوَتُّرٌ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتُ"، عن الرسول ﷺ قال :- "اِجْعَلُوا آخِرَ صِلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وَتَرًا"، قال تعالى :- "إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِي أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلَا"، أي أن صلاة الليل بعد النوم هي أشد تواطأ بين القلب واللسان، وتجمع بالقراءة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق